سماحة العلامة السيد علوي الموسوي البلادي دامت إفاضاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثار موضوعكم المنشور في مدونتكم حول تعدد بداية شهر رمضان جدلا في بعض المنتديات ومنها ملتقى البحرين وسأنقل لكم بعض تلك المداخلات راجيا من سماحتكم التعليق عليها مع الشكر الجزيل لكم
(أنا أقترح بأن يتفق العلماء على الإجتماع بشكل موحد لرصد الهلال على أن لا يبدي المخالفون لرأي الأغلبية رأيهم بل يحتفظون به لأنفسهم و يعملون به كتكليف شرعي لهم و لا يعلنونه من أجل وحدة الهلال ووحدة الطائفةو هذا برأيي هو الحل العملي.
لأن بصراحة صرنا مسخرة للي يسوى و اللي ما يسوى و شفوا تعليقات منتدى مملكة البحرين الطائفي على تعدد الهلال عندنا.)
الداعي لكم بكل خير................
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقا لقد تحول المنكر معروفا والمعروف منكرا
أخي الكريم توحيد الناس في أول الصيام والفطر وباقي المناسبات نابعة من الأهواء السياسية للحكام المستبدين الذين يخططون لتأميم المؤسسة الدينية وإلغاء استقلالها واستقلال الناس في عباداتهم فما فتئت أبواق السلطات العربية والاستبدادية في النعيق بضرورة ذلك التوحيد في الصوم والعيد اما اصل توحيد الله وعبادته باستقلال العبد فهذا لا يهم ولا بأس بضربه لصالح السياسة فقد أثرت وسائل الإعلام في قلب المعروف منكرا والمنكر معروفا مع الأسف الشديد ولا ينقضي عجبي من تخيل الناس ضرورة الاتفاق على بداية الصوم والفطر في حين تسعى بعض السلطات لتكريس التفرقة والتمييز الطائفي من أوسع أبوابه لماذا لا يوحدوا معاملتهم مع المواطنين ولا يميزوا بينهم على أساس المذهب والعقيدة السياسية؟
ولكن يهمهم جدا توحد المواطنين في طاعة السلطان حتى في بداية الصوم والفطر.
ان حكام زماننا أسوء من حكام بني أمية حيث لم يلزموا الناس برأي السياسة في إثبات الهلال كما يتضح من خلال القصة التي نقلناها في المقال اما في زماننا السيئ فعلينا ان نوافق على كل ما تطلبه السياسة وان كانت ضد الدين والقيم.
قراءة سريعة في تاريخ المسلمين تكشف كما أوضحنا في مقالنا كيف كان المسلمون على اختلاف مذاهبهم يتعاملون بالتعدد كحالة طبيعية دون نكير.
والاتجاهات الفقهية عند مذاهب أهل السنة واضحة جدا في اختلاف وسائل إثبات الهلال ولكن تم تغييب كل تلك الآراء وإذابتها في مؤسسة رسمية تزيح آراء المذاهب وتفرض رأي الحنابلة على غيرهم والآن يراد للشيعة ان يلتحقوا بالركب وحينها لن تسمع باختلاف مع إطلالة مصادرة حرية الناس الدينية وتأميم المؤسسة الدينية.
ولأعلق بشكل سريع على الاقتراح الذي نقلته بما يلي:-
إذا اجتمع العلماء واختلفوا في ثبوت الهلال فما هو اقتراحك هل يعلن ثبوت الهلال عند المجتمعين؟ أم عند الاكثرية؟ كيف سيتم الإعلان؟
ثم إذا انقسموا بالتساوي ما هو العمل؟
وإذا ثبت الهلال عند الأكثرية مثلا وكان رأي السيد الوداعي حفظه الله أو الشيخ عيسى قاسم رعاه الله مثلا عدم ثبوت الهلال فما هو العمل هل يرفض إقامة صلاة العيد؟ وكيف يتكتم على رأيه وما هو العمل؟
وإذا خرج احد العلماء برأي مخالف وسأله بعض الناس عن رأيه ماذا يقول لهم؟
لنفرض اجتمع العلماء وتمت رؤية الهلال بالعين المسلحة (بالمنظار) دون المجردة والمراجع مختلفون في كفاية ذلك في الإثبات وعدمه فهل يصح شرعا ان يورطوا الناس أو ان يبينوا لهم ثبوت الهلال حسب مقلدي القائلين بكفاية الرؤية بالمنظار وعدم ثبوتها حسب مقلدي غيرهم؟
حالة أخرى:
رؤي الهلال مطوقا فهو دليل على انه لليلة الثانية عند بعض الفقهاء كالسيد الخوئي رحمه الله تعالى ولكنه ليس دليلا على ذلك عند آخرين كالسيد السيستاني حفظه الله فما هو اقتراحك في هذه الحالة؟
اما قولك (صرنا مسخرة للي يسوى و اللي ما يسوى و شفوا تعليقات منتدى مملكة البحرين الطائفي على تعدد الهلال عندنا)
فهذا سببه أنهم سلموا للحكومة فهم يسخرون من كل من لا يتابعها وإلا فمذاهبهم الفقهية مختلفة جدا في وسائل الإثبات كما اوضحناه والمطلوب هو انصهار المؤسسة الدينية في هوى السياسة لتحكم الدين وتطويع قرارات الدين لتكون رسمية على مقاس هوى السياسيين يقرون ما يشاؤن ويتركون ما يشاؤن وقد نجحوا في صهر المؤسسة الدينية وبقي أتباع مدرسة أهل البيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق