الأحد، 13 ديسمبر 2009

مدى مسؤولية خطابنا عن الفتنة والاعتداء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
ملخص نقاط حيث يوم الجمعة:-
بداية نبتهل الى المولى عز وجل ان يمن بالشفاء العاجل على سماحة العلامة الشيخ عيسى احمد قاسم ويلبسه ثوب الصحة والعافية كما اوصي بالدعاء الجماعي له بالفرج بين صلاتي الظهرين.
ما الذي يتحمله الخطاب من مسؤولية تجاه الفتنة والاعتداء؟

1- لا افتأ اكرر حق الاختلاف السياسي لدخوله في تقدير الموضوع الصرف الذي تحدثت عنه كثيرا وهذا حكم شرعي واضح وليس هوى ولا رأيا سياسيا عابرا.
2- يجب حصر الخلاف في الدائرة الفكرية البحتة وعدم جرها الى السباب وهتك الحرمة والانتقاص من المؤمنين فلا يجوز سب المؤمن وان كان فاسقا بسلوكه وعمله فحتى معاقر شرب الخمر ومدمن المخرات لا يجوز سبه او اهانته فضلا عن المتقي الورع.
3- لا يجوز استحلال محقون الدم ومصون المال ومحفوظ العرض فلا يجوز النيل منه مهما حصل من خلاف سياسي وقد نقل احد الفضلاء قصة عن احد المؤمنين حيث أجر بيته في بغداد على بعض البعثيين وبعد سقوط صدام هُجر البيت فقام المالك بفتح البيت ووجد فيه صندوقا تجوريا يحوي عددا كبيرا من ملايين الدولارات فتوجه للنجف الاشرف وسأل المرجع الاعلى سماحة السيد السيستاني مد ظله العالي عن هذه الاموال فامره سماحة السيد بالاحتفاظ بها حتى يراجعه عنها اهلها وبالفعل احتفظ بها حتى جاؤا مطالبين بها فسلمها لهم كاملة.
4- حادث حرق بيت البلدي علي منصور ان كان عمديا فهو مدان بشدة وتجاوز واضح لخط احمر وضعته الشريعة الغراء ولا يمكن تبريره بحال من الاحوال.
5- لا يمكنني ان احكم بان الحادث صدر عن احد على وجه العمد فهو من القول بغير علم وفي مقابل ذلك يحتمل انه حاث عرضي.
6- لا يمكن توجيه سبابة الاتهام لاي من الناشطين جهات او افراد فهو اتهام ظالم واستغلال سيء للحادث وتسيسه بما لا يخدم مصلحة الدين والوطن.
7- لو ثبت فيما بعد ضلوع أحد ممن أخذهم الانفعال في هذا الحادث لا سمح الله تبارك وتعالى ففي رأيي من المهم جدا احتواء الموضوع حتى لا يتطور الى ما لا يحمد عقباه فالمؤمنون (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح 29.
وهذا يعطي جرس انذار واضح ليكون الخطاب شفافا بما فيه الكفاية من الجميع حتى لا يفكر أحد صغيرا او كبيرا في التعدي على الاخرين.
8- انتشار التشنج والفتنة والسباب والاهانة بين المواطنين ربما في المجالس والمنتديات الانترنتية منكر بين وذنب واضح يجب انكاره ويمثل ارضية خصبة للانتقال لمرحلة الاعتداء على المال والنفس والعرض فهذه اللغة الكريهة تشحن النفوس وتدفع ربما بعض الناس لارتكاب تجاوزات على الاموال والنفوس ومن هنا لا أبرئ خطابنا جزءا من مسؤولية ما ربما يحدث من تجاوزات هنا او هناك.
فالسكوت قد يفسره البعض بالرضا والاقرار واعتباره ضوءا أخضر للاستمرار في الشتيمة والسقوط الاخلاقي الذريع اما الترقي الى الاعتداء باليد ان حصل من أحد فلا ادري هل هو استنتاج اضافي من السكوت ام انفعال ينسى الحدود والخطوط الحمراء دينيا ووطنيا.
التجارب في بلدان كثيرة تؤكد مدى خطورة السكوت على الحرب الكلامية والتراشق الفتنوي بما أدى في تلك التجارب لنزاع مسلح واعتداءات كثيرة على الاموال والانفس والاعراض والعاقل من اخذ العبرة من غيره بدل ان يصبح عبرة لغيره.
---------
ملخص حديث الجمعة بمسجد الجبل ببلاد القديم بتاريخ 23 ذي الحجة 1430 هـ الموافق 11-12-2009م.

ليست هناك تعليقات: