السبت، 21 مايو 2011

كلمة مؤتمر سيدني بتاريخ 7-5-2011

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين
الانتفاضة المباركة التي حدثت في البحرين كانت نتيجة مباشرة لإتساع رقعة الظلم على هذا الشعب.
إن الانتفاضات والثورات حدثت وتحدث في البلدان التي يكون فيها الظلم واسعاً ومنتشراً، حتى إن المراقبين والمحللين تجدهم يتوقعون البلد التالي بناءً على ذلك. 
واتساع الثورة على نطاق واسع في البحرين يكشف منطقياً عن مستوى الظلم الذي يعاني منه الناس.



فبما أن الظلم والتمييز واحتقار الناس وسلب حريتهم وكرامتهم كان بمستوى استثنائي حدثت انتفاضة استثنائية في البحرين.  هذه الانتفاضة كانت متناسبة مع دوافعها.  الذي كان يجب أن يحدث هو إصلاح عميق استثنائي يتناسب مع الظلم الاستثنائي ومع الانتفاضة الاستثنائية، ولو حدث هذا الإصلاح مهما كانت درجته، لكان ذلك مساهماً في حلٍ كبير، وهذا ما تفرضه الحكمة، لكن الذي حدث أن ثارت غريزة الإنتقام لدى السلطة، فأرادت أن تعالج الموقف بجرعة زائدة من الظلم والاضطهاد بدلاً من الاستماع لصوت الشعب ومطالبه، يعني أن الحل جاء بطرح وطريقة استثنائية وهو العلاج الأمني المكثف الذي يتجاوز كل الخطوط الحمراء، فأنزلوا العقاب الجماعي بحيث شمل هذا العقاب عموم شعب البحرين ونالهم ما نالهم من الظلم والعناء، وتم تجاوز خطوط العقل والدين والحكمة، فتم هدم المساجد والمآتم وحرق المصاحف وإهانة الناس في نقاط التفتيش العسكرية المنتشرة في كل أنحاء البلد، واعتقال العلماء والرموز والشيوخ والشباب وقتل الناس خارج القانون، وهذا القتل والاستشهاد نال حتى النساء والأطفال.
هم يراهنون من خلال ذلك على أمرين رئيسيين:
1-  إعادة  بناء جدار الخوف حتى يسكت الناس ويتراجعون عن المطالبة بحقوقهم.
2- إحداث خلاف عند الناس وبين المعارضة نتيجة الحملة القمعية.
لكن ما وجدناه أنه كلما زاد إصرار النظام على تجاوز حقوق الناس وسلب حريتهم وانتهاك كرامتهم انتهاكاً صارخاً كلما زاد الناس إلتحاماً وتوحداً وإصراراً على المطالبة بحقوقهم.
موقف العالم الغربي موقف مخجل جداً، هذا العالم الذي ينادي ويتبجح بقيم الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان نراه مداهناً لهذا النظام المستبد الذي تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء التي لم يتجاوزها غيره من الأنظمة الاستبدادية.
واقعاً أزمة البحرين وانتفاضة شعبها المباركة وضعت القيم الأمريكية والغربية التي يتبجحون بها على المحك وعلى الامتحان الصعب وبان للعالم كله مدى الإزدواجية الواسعة والكبيرة في موقفهم من الثورات والأحداث وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
شعبنا في البحرين يتوحد أكثر وأكثر، ومن خلال التجاوزات الخطيرة التي قام ويقوم بها النظام يثبت عملياً أنه غير صالح لحكم البلاد. 
فمن وظيفة السلطة والنظام والحكم أن يحفظ  الأمن وكرامة الناس، ويحترم حقوقهم وحريتهم وأمنهم واستقرارهم فإذا به عملياً يقول بأنه غير صالح لذلك.
إذا كانت هناك تفجيرات وهدم للمساجد في بعض البلدان مثل العراق وباكستان وغيرهما فإنها تحدث على أيدي جماعات خارجة عن القانون ولا تحدث على يد الحكومات نفسها، لكن المخجل حقاً والمفارقة الغريبة فعلاً أن ما يحدث من حرق للمصاحف الشريفة وهدم للمساجد يحدث على يد السلطات في البحرين، هذا هو واقع الحال، وهذا ما أدى ويؤدي إلى مزيد من تلاحم الناس وإصرارهم على المطالبة بحقوقهم.
المطلوب من جميع الأحرار في جميع أنحاء العالم أن يضغطوا على الحكومات، لأن المؤثر في ذلك حقيقة هو الحكومات.  المنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني مع الأسف ليس لها تأثير بالغ في مثل هذه الأمور.
نحن لا ننكر دور المنظمات الحقوقية والأهلية، ولكن تأثيرها محدود، والأثر الأكبر هو للحكومات، وبالتالي المطلوب  هو الضغط على حكومات العالم، وخصوصاً دول العالم الحر وكشف ازدواجيتها والضغط عليها حتى تتخذ موقفاً لوقف إراقة الدماء وهدر كرامة الإنسان في البحرين.
إن أكثر ما أخشى حدوثه في البحرين هو أن المبالغة  في هدر كرامة الإنسان والإمعان في إذلال  الشعب  - وهو الذي وقف مطالباً بحقوقه سلمياً، تمسك بالسلمية إلى أبعد الحدود، وشهد العالم بذلك، كما فشل النظام في حَبْك أي أكذوبة ذات مصداقية عن العنف الذي قد يلصق بالناس والمعارضة، والذي لم يحدث نهائياً، فالسلمية كانت في أعلى درجاتها حتى من تونس ومصر في البحرين-  أخشى أن يؤدي ذلك إلى تطور الوضع وإنفجاره إلى جهة العنف والناحية العسكرية بشكل من الأشكال.
إذا حدث ذلك وبدأت المقاومة العسكرية أو العنيفة أو المسلحة بأي شكل من الأشكال فإن المتوقع ومن خلال معرفتنا بهذا النظام وبأفراده ورموزه، نتوقع أن تكون ردة فعلهم أقوى من أي مقاومة قد تحدث، وهم الآن استخدموا ويستخدمون أسلوب البلطجة، ولا يكتفون بذلك بل يمارسون القتل خارج القانون في السجن وفي الشارع أيضاً.  فإذا ما حدثت مقاومة عنيفة أو عسكرية في البحرين ما أخشاه حقيقة أن تحدث هذه المقاومة وتكون لها ردة فعل أقوى منها ويستخدمون حين ذلك درجة أعلى من الانتقام والقتل المباشر على أيدي أزلام النظام أو قل أفراد النظام المتخفين أو البلطجية، وحين ذلك سينفتح باب الاغتيالات وسينفتح باب القتل المتبادل وحينئذ ستدخل البلد في دوامة لا يمكن التنبؤ بنهايتها، وسيكون الوضع في غاية الخطورة.  والآن قراءة الواقع الهادئة تقول أن البلد آخذ في الإنجرار نحو هذه الهاوية وحينها لن يستطيع أحد أن يمسك الزمام.
أتوقع لهم أن يرتكبوا حماقات أكثر وأكثر، هم يظنون أن هذا سيحفظ حكمهم، وهذا بحسب سنن التاريخ وبحسب الوعد الإلهي يؤدي إلى نهايتهم.
نحن حريصون جداً على استقرار البلد وأمنه ولا نود له الإنجرار نحو هذه الهاوية لكن التصرفات الجنونية التي يقوم بها النظام، القراءة الواقعية تقول أن البلد سينجر إلى هذه الهاوية، فالرجاء من جميع الأحرار في العالم أن يضغطوا على  هذا النظام حتى لا تنجر البلد إلى حرب أهلية وعنف داخلي يهدد مصالح الآخرين، يهدد مصالح الغرب، وهي نار لن تبقى في البحرين وإنما ستطال بشررها دول الجوار ومصالح  الغرب، وهذا ليس تهديداً مني ولا من أحد، إنما هذه قراءة وتحليل، نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا تصل الأمور إلى مديات خطيرة يصعب معها الحل، البحرين بحاجة إلى حل سياسي سريع ينقذ البلد وأهله من كارثة أزفت للوقوع .  والحمد لله رب  العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
---------
الكلمة جزء من المؤتمر والذي جاء تحت شعار: 
(نصرة الشعب البحريني واجب عربي واسلامي وانساني)
وكان بتاريخ يوم السبت 7/5/2011 حيث اقام المجلس الاسلامي الشيعي المتحد في استراليا بمسجد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله ، وباشراف وتنظيم سماحة العلامة الشيخ محمد حسين الانصاري ، وبحضور ومساهمة وفود وفعاليات ونشطاء من أطياف الجاليات الاسلامية الشيعية المتنوعة في استراليا ممثلين برجال الدين وشخصيات سياسية وعلمية واجتماعية عقد مؤتمر نصرة ابناء الشعب البحريني لتهيئة واصدار وثيقة إدانة ضد جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها الطواغيت في البحرين وهتكهم حرمة المساجد والمصحف الشريف . كما ويهدف المؤتمر دعوة الامم المتحدة ومؤسسات حقوق الانسان الدولية للوقوف بوجه المذابح واتخاذ اجراء فوري وحاسم لمنع حكومة البحرين من المزيد من اجرامها.

ليست هناك تعليقات: