الأحد، 12 يونيو 2011

بين مبادئ الحوار وشروطه

بين مبادئ الحوار وشروطه
بين الداعين لإسقاط النظام واصلاحه في البحرين ليست المشكلة حسب تصوري في قبول اصل الحوار ورفضه وانما في موضوعه ومبادئه فبالنسبة للداعين لإسقاط النظام 

يمكن ان يكون موضوع الحوار المقبول لهم هو كيفية تسليم السلطة وانتقالها سلميا 



فالنزاع في اصل القبول والرفض نزاع لفظي لا واقعي ولكني على اي حال لا اريد في 
هذا المقال الدخول في هذا الدهليز من الاسقاط او الاصلاح للنظام.
انما يهمني التركيز على مبادئ الحوار والفرق بينها وبين شروط الحوار,
فمبدأ الحوار هو الاساس الذي يقوم عليه الحوار كالأجواء والموضوع والسقف والآلية اما شرط الحوار فهو النتيجة الاستباقية للحوار ومن هنا لنقل ان فكرة الحوار غير المشروط مقبولة على فرض القبول بأصل الحوار ولكن ليس حوارا بلا مبادئ او ان احد طرفي الحوار يفرض مبادئه اذ ان هذا النوع من الفرض يفقد الحوار قيمته ويفرغه من محتواه حيث تكون الغلبة فيه للطرف الذي يفرض المبادئ والآليات.
احد مبادئ الحوار التي تم طرحها سقف الحوار وقيل انه التوافق ولكن دعونا نسئل كيف يكون التوافق على النتيجة من خلال مبادئ غير متوافق عليها؟
اذا كانت الآلية يفرضها طرف معين بشكل تؤدي لميل كفته فالنتيجة لن تكون متوافقا عليها اذ من يدخل هذا الحوار من المعارضة سيكون لديه احد خيارين احلاهما مر القبول بالنتيجة التي تصب لصالح الطرف المقابل والرفض اما القبول فيساوي الخروج صفر اليد بل ربما مهضوما مسلوبا حقه باسم الحوار والتوافق وتمرير ما تريده السلطة باسم المعارضة تماما كما هو حال الآلية الدستورية الحالية وما تعانيه من عقم واما الرفض فيساوي رفض التوافق والقبول بمخرجات الحوار والعودة للربع الاول مضافا له كسب الوقت للطرف الاخر رهانا على اي تغير محلي او اقليمي او دولي يصب في صالحه ففي كلا الحالين خسارة محققة مضافا الى ضرر اضافي قد يلحق بنا فهل يراد من الحوار اعادة انتاج المشكلة وتدويرها؟ 
ما يطرح الان من عنوان الحوار غير المشروط هل المقصود منه حوار خالي من فرض النتائج المسبقة؟ او حوار مشروط بان يضع احد الطرفين المبادئ والاجواء والآلية وعلى الطرف الاخر السمع والطاعة والدخول وفق الالية التي يفرضها؟
ما يطرح من الحوار غير المشروط يبدو انه على شاكلة الحوار الخالي من المبادئ والموضوع والاجواء المتفق عليها فالسلطة تضع ذلك كله وتفرضه على من يقبل الدخول في ما تسميه حوارا اذ ان عدم قبوله باي من تلك المبادئ قد تعتبره شرطا مرفوضا والنتيجة ان الحوار فاقد لمقوماته ومفرغ من محتواه ولا يمكن ان ينتج غير الانشغال لاستثمار الوقت وتضييعه حتى تميع القضية.
فما يسمى حوارا غير مشروط هو في حقيقته حوار مشروط بأجواء وآلية وكيفية وطريقة ورئاسة لا دخل لاحد طرفي الحوار بها ومن الجلي ان من يحدد ذلك كله يضمن النتيجة لصالحه وهو معنى قولنا حوارا فارغا من المحتوى فهو على غرار آلية مجلسي الشورى والنواب المصممين على مقاس الحاكم.
ويراد للحوار المزعوم ان يسير وفق نفس الآلية فالعلاج سيكون وفقا لقاعدة (وداوها بالتي كانت هي الداء) فكما عالجت القمع بقمع اكبر تعالج الان اساس مشكلة الآلية الدستورية بنفس الآلية ولا نسيئ الظن بالقول بآلية اسوء منها قياسا على اسوئية القمع فلسنا ممن يعمل بالقياس.
احد مبادئ الحوار الرئيسية دخول كل اطراف المعارضة وتمثيلها فيه حتى يكون منتجا ويحل مشاكل البلد.
ومن هنا يجب اطلاق سراح الاسرى المعتقلين حتى يساهم الرموز منهم في الحوار.
مبدا اخر لا يقل اهمية هو عرض نتائج الحوار على الشعب ليقبل بها او يرفضها وفق استفتاء شعبي عام وفقا لمبدا مصدرية الشعب للسلطات كما يقره الميثاق والدستور.
فما لم يتم التوافق على هذا المبدأ فان الحوار لن يكون منتجا اذ لو رفضته السلطة باي حجة كانت فان النتائج لن تكون معبرة عن الارادة الشعبية ولن تكتسب اي شرعية طالما انها ليست نابعة من سلطة الشعب مما يتنافى مع ابسط القواعد والمبادئ الحقوقية العالمية ويتنافى مع نصوص الميثاق والدستور.
وهكذا ما لم ينطلق الحوار على سكة واضحة متوافق عليها وفي اجواء مناسبة من الافراج عن الاسرى وايقاف القمع لا يمكن ان يسمى حوارا الا تجنيا على الحوار ومغالطة تدعو للسخرية ومحكوما عليه بالفشل مسبقا فان النتيجة تتبع اخس المقدمات لا اشرفها في حين ان حوارنا مقدماته كلها خسيسة فما عسى نتائجه ان تكون؟.
والسؤال المطروح على من ربما يدخل هذا الحوار المزعوم هل ستدخلون بمبادئ وآلية مفروضة عليكم ؟ ام تتوقفون على مبادئ وآلية متوافق عليها على الاقل والتي بدورها تنتج نتائج متوافقا عليها وفقا للتوافق على الالية؟
اي هل يسبق التوافق على النتائج التوافق على الآلية ام نعود لنفس قصة البرلمان ومحاولة التغيير من الداخل؟

ليست هناك تعليقات: