الخميس، 10 سبتمبر 2009

حوارية تعين تقليد الاعلم نسخة منقحة ح1


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين سيما بقية الله في الارضين.
حوارية تعين تقليد الأعلم
تمهيد
ليس الحديث في هذه الحوارية مسلطا على مبدأ التقليد وأساس رجوع غير العالم للعالم وانما الحديث يدور
حول فرع من فروع التقليد وهو تعين تقليد الاعلم بمعنى سقوط حجية فتوى غير الاعلم مع الاختلاف في الفتوى بعد الفراغ عن اصل صحة التقليد للفقيه المجتهد الجامع للشرائط وهذه الحوارية احاول تدوينها بلغة سهلة سلسة يتمكن المثقف العادي من استيعاب افكارها.

قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) 56 من سورة الذاريات.
لم يخلقنا الله تبارك وتعالى عبثا خلقنا لعبادته فيلزمنا وفقا لمبدأ العبادة امتثال احكام الله سبحانه وتكاليفه لنا.
كيف نمتثل أوامر الله سبحانه ونواهيه؟
الجواب
التكاليف على قسمين:-
الف- تكاليف واضحة معلومة بالبداهة والوضوح مثل وجوب الصلاة والزكاة والخمس والحج وحرمة السفاح والخمر والكذب واباحة شرب الماء ونحو ذلك من الاحكام الواضحة.
وطريقة امتثال هذه التكاليف لوضوحها لا نقلد فيها احدا.
باء- تكاليف غير واضحة لاختلاف الفقهاء فيها مثل حكم جلسة الاستراحة في الصلاة هل هي واجبة ام لا، ومثل عرق الجنب من الحرام هل هو نجس ام لا، ومثل السمك الذي يموت في الشبك داخل الماء هو هو ذكي ام لا، واغلب مسائل الفقه هي من هذا القبيل خصوصا لغير اهل العلم وذوي الاختصاص.
وهذه التكاليف ما دامت غير واضحة فكيف نمتثلها ونطيع ربنا فيها؟
الجواب
لا طريق للعلم بأغلب أحكام الله سبحانه للعوام (غير المختصين بعلوم الشريعة) فالبديل أحد خيارين:-
الخيار الاول: الاحتياط وذلك بترك محتمل الحرمة وفعل محتمل الوجوب على تفصيل يلاحظ في الرسائل العملية وهذا الخيار ليس محل الحديث في هذه الحوارية.
الخيار الثاني: اتباع مختص في علم الفقه وأصوله (تقليد الفقيه الجامع للشرائط)
وهذا الخيار هو الخيار الشائع لدى عموم المؤمنين ولكن نقلد من؟
بعد التمهيد انتقل للحوار بطريقة السؤال والجواب وبعض الاسئلة التي اسردها هنا تم طرحها بالفعل في بعض المنتديات التي اجيب فيها على الاسئلة الفقهية وبعضها قريبة مما طرح فالى الحوار:
هل نتخير من بين الفقهاء واحدا نراه مناسبا من حيث كون فتاواه اسهل او عصرية او ثورية او غير ذلك من الحيثيات؟
الجواب
كلا بكل تأكيد لماذا؟
ببساطة لان فتوى أي فقيه كان لا ترزقنا العلم بالحكم الشرعي من القسم الثاني بل اقصى ما تفيده الظن بالحكم الشرعي فهل هذا الظن يصح الاعتماد عليه في اتباع احكام مولانا تبارك وتعالى؟
القاعدة القرآنية الذهبية تقول لا يصح الاعتماد على الظن بآيات عديدة من ضمنها ما يلي:
(مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا {النساء/157}
(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {الأنعام/116}
(إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ {الأنعام/148}
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ {يونس/36}
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {يونس/66}
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى {النجم/23}
(وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا {النجم/28}
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {الإسراء/36.
السائل: إذن القاعدة تقول لا للظن فكيف ساغ التقليد أساسا؟
الجواب
لكل قاعدة استثناء فاذا سمح لنا الاسلام باتباع بعض الظن في حالات خاصة يكون اتباع الظن في تلك الحالة سائغا.
ولذلك امثلة في الشريعة فقد سمح لنا الاسلام بالاعتماد على الشاهدين العادلين في رؤية الهلال واثبات المكلية والزواج والطلاق وغيرها الكثير من الموضوعات بالرغم من انها لا توفر القطع واليقين غالبا اذن هناك ظنون خاصة وافق عليها التشريع الاسلامي واعتبرها حجة وطريقا فهي استثناء من تلك القاعدة العامة النافية لحجة الظن فتكون النتيجة لا شيء من الظن بحجة الا ما ثبت بدليل قطعي استثناؤه كشهادة العادلين في اثبات رؤية الهلال.
فهل توصلت معي الى النتيجة التالية:
الاصل ان الظن ليس حجة الا في الحالة الخاصة التي نعلم فيها بأذن الشارع الاقدس باتباع الظن ؟
اجل هذا الاستنتاج صحيح تماما ارجو ان تكون فهمته.
السائل: هل الشريعة أذنت باتباع الظن المتولد من فتوى الفقيه؟
الجواب
مرة نتكلم عن فتوى الاعلم واخرى نتكلم عن فتوى غير الاعلم.
اما فتوى الاعلم:-
رغم ان فتوى الاعلم لا تولد أكثر من الظن لكن مسألة تقليده داخلة في القسم الاول اعني المسائل الواضحة فكل العقلاء والفقهاء والعلماء متفقون على صحة تقليد الفقيه الاعلم فتكون مثل شهادة العدلين برؤية الهلال.
واما فتوى غير الاعلم:-
فسيقع الكلام عنها في الحلقة المقبلة باذن الله تعالى.

 

ليست هناك تعليقات: