الجمعة، 11 سبتمبر 2009

حوارية تعين تقليد الاعلم نسخة منقحة ح2


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين سيما بقية الله في الارضين.

حوارية تعين تقليد الأعلم
الحلقة الثانية
السائل: ما هو حكم تقليد الفقيه غير الاعلم؟

الجواب:


هذه مسألة فقهية ليست من القسم الاول فهي ليست من واضحات الشريعة.

نسأل فقهائنا فنرى الغالبية الساحقة ترى عدم جواز اتباع فتوى غير الاعلم خصوصا في حالات الاختلاف في المسائل حتى الفقيه الكبير السيد المرتضى علم الهدى (ره) المتوفى سنة (436) هجرية ينسب اليه ادخال تعيين تقليد الاعلم في دائرة المسلمات عند الشيعة فقد قال السيد الحكيم قدس سره:

عن ظاهر السيد في الذريعة كونه من المسلمات عند الشيعة .

المستمسك ج 1 ص 26.

ولكن في المقابل نرى عددا محدودا من العلماء يرى جواز اتباع فتوى غير الاعلم فما هو العمل إذن؟

الجواب:

دع ما يريبك الى ما لايريبك.

السائل: هل يمكن ان نقلد الفقيه الذي يقول بعدم وجوب تقليد الاعلم في هذه المسألة وبالتالي نصحح تقليده؟

الجواب
سأحول التبسيط قدر المستطاع

بينا ان تقليد الاعلم داخل في القسم الاول من الاحكام (الاحكام البديهية والواضحة).
السائل: هل تقصد ان مسألة تقليد الاعلم لا تقليد فيها؟

الجواب:
أجل تماما حين نقلد الاعلم فنحن لا نتبع احدا، ولا نقلد في هذه المسألة أي أحد.
ومن هنا قال الفقهاء بانه لا تقليد في مسألة التقليد.
فبالرغم من اننا نقلد الاعلم ولكن لا نقلده في هذه المسألة وذلك لوضوحها في الشريعة.
السائل:- وماذا عن تقليد غير الاعلم؟
فكثير من الناس يقلدون غير الاعلم بحجة انه يفتي بجواز تقليد غير الاعلم، أليس هذا من التقليد في مسألة التقليد؟
الجواب
أجل هو من التقليد في التقليد ولذلك هذا النحو من التقليد باطل قطعا.
السائل:- تقول باطل؟ سبحان الله.
الجواب
أجل باطل إذ أن حجية فتوى غير الاعلم لا تثبت بفتوى غير الاعلم، لانه من باب اثبات الشيء بنفسه، وبطلان ذلك من اوضح قوانين العقل والمنطق.
ولهذا نجد كل الرسائل العملية تقول: لا يجوز التقليد في مسألة جواز تقليد غير الاعلم.
السائل:- أليس بعض العلماء يقول بان تقليد غير الاعلم جائز فلماذا تقول: بان تقليده باطل قطعا؟
هل تقصد الرد على هؤلاء العلماء؟
لك رأيك ولهم رأيهم لماذا تتعصب لرأيك وتقول تقليد غير الاعلم باطل قطعا؟
الجواب ومنه تعالى نستمد الصواب
لم تفهم قصدي أرجوك هناك مسئلتان لا تخلط بينهما.
السائل:- وما هما؟
الجواب
1-
مسألة تقليد غير الاعلم هل هي جائزة او ليست جائزة هذه مسألة مختلف فيها وان كانت الشهرة العظيمة لصالح عدم الجواز.
2-
مسألة تقليد غير الاعلم في مسألة جواز تقليد غير الاعلم.
وهذه مسألة لا خلاف في عدم جواز التقليد فيها اذ لا تقليد في التقليد فلا يمكن اثبات الشيء بنفسه.
فسواء كان رأي الفقيه الجواز في المسألة الاولى او عدم الجواز فرأي الكل في المسألة الثانية عدم الجواز.
السائل: كيف نقلد غير الاعلم او متى يسوغ لنا تقليده؟
الجواب
لا يجوز تقليده الا في الحالات التالية:
1-
ان تكون متجزءا وترى بنظرك ان تقليد غير الاعلم جائز.
2-
ان يفتي الاعلم بجواز تقليد غير الاعلم.
3-
ان يكون الاعلم محتاطا في مسألة فنرجع فيها للتالي في سلم الاعلمية.
السائل: اسمح لي بهذا السؤال
ما هو الدليل أساسا على وجوب تقليد الاعلم وبطلان تقليد غيره؟
الجواب
اسمح لي
هل فهمت ما قلته لك بما ان فتوى الفقيه الاعلم وغير الاعلم لا تفيد اكثر من الظن فمقتضى القاعدة القرآنية لا يجوز التقليد اساسا لانه اتباع للظن ولكن بما ان مسألة تقليد الاعلم داخلة في القسم الاول من الاحكام فهي غير خاضعة للتقليد وتعتبر استثناءا وعلمنا يقينا بأذن الشارع باتباع الظن في هذه الحالة الخاصة.
اما غير الاعلم فلا علم ولا يقين بأذن الشارع في تقليده وبالتالي لا يجوز تقليده.
السائل:-
هل تقصد ان الاصل عدم جواز تقليد غير الاعلم حتى يثبت العكس؟
الجواب
احسنت تماما القرآن الكريم يقرر لنا ان لا نتبع الظن الا في الحالات الاستثنائية.
وبالتالي من يسوغ تقليد غير الاعلم هو المطالب بالدليل نقول له ما هو دليلك؟
أليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته؟
فمن يدعي الادانة عليه ان يثبت بالدليل والا فالاصل البراءة ،
فكذلك هنا الاصل عدم جواز تقليد غير الاعلم فمن يدعي جواز تقليده عليه ان يثبت ذلك لنا بالدليل،
باعتباره استثناءا من الايات الناهية عن العمل بالظن.

فالقول بجواز تقليد الاعلم يعني ان فتواه مستثناة من عموم الايات الناهية عن اتباع الظن فعلى من يدعي الاستثناء ان يثبت ذلك بدليل قطعي يقيني او بدليل ظني ثبتت حجيته بدليل قطعي.
السائل:-
أليس من يقول بجواز تقليد غير الاعلم يعتبر الظن الناشىء من فتوى غير الاعلم مستثنى ويجوز اتباعه؟
الجواب
أجل ولكن ذلك بنظر المفتي اما بالنسبة للعامي فليس كذلك فهو قد لا يرقى للظن باعتبار ان القائلين بعدم حجية فتوى غير الاعلم اكثر من القائلين بحجيتها فرض بلوغ ذلك للظن فلم يثبت استثناؤه من سلب حجية الظن الثابت بنصوص الكتاب والسنة.

السائل:-
هل معنى كلامك انه ان لم نحصل على يقين بجواز تقليد غير الاعلم لا يجوز تقليده حتى ولو افتى وجوز لنا ذلك؟
الجواب
تماما ببساطة لان القرآن الكريم ينهى عن اتباع الظن كما في الآيات العديدة المتقدمة وبالتالي لا محيص عن العدول عن غير الاعلم الى الاعلم.
السائل:

أتريد ان تقول ان غير الاعلم يفتي بغير علم أهذه تهمة يجوز لك تلفيقها ضد الفقهاء والعماء ومن أنت حتى تقول ذلك؟
الجواب
مهلا مهلا
لم أقل ذلك فالفقيه غير الاعلم حينما يفتي مثلا بجواز تقليد غيرالاعلم يفترض فيه ان يفتى بذلك مستندا لحجة فلا نتهمه بالقول على الله بغير علم.
السائل-:
ها قد وصلنا اذن فلنقلده اذ فتواه عن علم؟
لا يا عزيزي
فتواه ان كانت عن علم فذاك بالنسبة له اما بالنسبة للعامي ففتواه لا تفيده العلم خصوصا في مقابل تسالم علماء وفقهاء الطائفة على عدم جواز تقليده اذ لا يمكنك ترجيح قوله على قول المشهور اعتباطا.
السائل-: انا قلدت وانتهى الامر فلن اعدل عن مرجع تقليدي وكلامك هذا لمن يريد ان يقلد ابتداءا أليس كذلك؟
الجواب
كلا يا عزيزي
يجب عليك العدول للفقيه الاعلم والا فتقليدك باطل وهوبحكم عدم التقليد فلا فرق بينك وبين من لم يقلد أبدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات: