التفكير بين الحياد والانحياز الحلقة الرابعة
قول الامام علي (ع) حسب المنسوب له: لا تنظر الى من قال وانظر الى ما قال
( المصدر غرر الحكم ج 1، ص 394)
كيف تنشأ وتتكون قناعاتنا المختلفة انها تمر بكم هائل من المصادر
والتراكمات بدءا من البيئة والموروث مرورا بالمدرسة ومصادر التعليم
وانتهاءا بالمكون المعرفي التراكمي عند الانسان وجلي ان الاحكام
والميول عند الانسان منها ما يرتكز على الاسس المنطقية الصحيحة
وهو ما يطلق عليه وصف الموضوعية او يمكن ان نصفه بالحيادية ومنها ما
يميل الى مؤثرات لا تتوافق
مع تلك الاسس الموضوعية مثل العاطفة والميول النفسية والموروث وذلك ما
يوصف بالذاتية من الاحكام ويمكن ان نسميه بالانحياز
ومانهدف طرحه في هذه الحلقة هو في ظل التشابك بين مجموعة
كبيرة من مكونات القناعة ومؤثراتها ما هو المائز بين الذاتية والموضوعية
او ما هو الميزان لمعرفة الحياد من الانحياز
ما هي الآلية التي بها يمكن معرفة الخط الفاصل بين الاحكام
والتصديقات الموضوعية او الحياية وبين الذاتية او المنحازة وللاجابة على
هذا السؤال نضع عدة
مؤشرات مع العلم انها مجرد مؤشرات بما يعني ضرورة التامل التام
واعادة التقييم بالاضافة الى اني لا اعرف علما يضع الفواصل بين الذاتي ( المنحاز)
والموضوعي ( المحايد ) من المعلومات , لذا ساضع بعض التصورات الاولية عن
ذلك
المؤشر الاول :
اذا استند الحكم الى الراي العام لمجرد تبني الراي العام
له مثلا تجد صاحب هذا الراي يقول: ليس معقولا ان تكون الاكثرية على
خطأ فهذا مؤشر على انه غير موضوعي , وربما وجدته يتحير او يغض النظر عن
منشا قناعته فهو لا يريد ان يفكر في العلاقة بين ما يعتقد وبين مصدر
اعتقاده وربما وجدته يصرح بان هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا ونحو
ذلك من تعابير كما فعله عبدة الاصنام حينما جائهم نور الاسلام ورسالة
محمد ص
المؤشر الثاني :
اذا قامت القناعة على اساس التقليد لراي شخصية
قوية مؤثرة او مشهورة لا على اساس الادلة الواقعية فهذا مؤشر على
الذاتية والانحيازايضا.
المؤشر الثالث :
اذا كان الرأي تولد بشكل سريع وهو يرتبط باختصاص معين وكان مخالفا
لاهل الاختصاص فهذا مؤشر على تنكب الرأي للصواب وحينئذ يحتاج
البت في ذلك الى مراجعة معمقة وتدقيق في كل ادلة الرأي وادلة رأي
الاختصاصين فلا تطمن للنتيجة دون عرض رايك على اهل الاختصاص
المعمق لترى كيف يجيبونك على ماطرحت وبعد التامل الطويل لك ان
تركن الى الرأي سواء توافق مع المشهور عند اهل الاختصاص ام لا , اذا
كنت من اهل الاختصاص بطبيعة الحال او من الطلاب والسائرين على ذاك
الطريق الخاص
المؤشر الرابع :
كون الرأي متوافقا مع المصلحة الشخصية مؤشر على الذاتية , والانحياز
اما كيف نبنى اراءنا على الموضوعية والحياد دون الذاتية والانحياز فنذكر
عدة نقاط سريعة
النقطة الاولى :
التجرد عن المؤثرات الخارجة عن مستندات الموضوع المنطقية مثلا غض
النظر عن العادات والتقاليد وعن رأي الشخصيات التي يتاثر بها وليعمل
معادلة تفرض ان الشخصييات المؤثرة في قراره الشخصي على الرأي
الاخر عكس ما هي عليه بالفعل ويفترض ذلك ليرى مدى تاثر قناعته
بذلك وكذلك مسألة المشهور والراي العام ابحث في موضوعك ثم اعد
الدراسة بتقدير ان المؤثرات الخارجية مع الراي المعاكس كيف سيكون
رايك اتصور هذا احد مؤشرات اكتشاف الموضوعية من الذاتية.
النقطة الثانية :
طرح الموضوع على الاخرين والدخول معهم في حوار لاكتشاف الحقيقة
(وجادلهم بالتي هي احسن)
اخير اود المقارنة بين ظاهر النص
الشرعي والدليل العقلي في الاحكام العقلية .
في التراث الاسلامي توجد ثقافة اسلامية تأخذ موقف سلبي وقاطع
من من يؤمن بالباطل كما تاخذ موقف ايجابي مؤكد بالنسبة لمن يؤمن
بالحق مع ان الطرح العقلي في مباحث القطع من الاصول تؤكد على
حجية العقل ايا كانت النتيجة بل لا تفرق بين قطع القطاع وغيره حتى
قيل القطع حجة حتى لو حصل من رفيف الطير هذا المنطق ربما يخلق العذر
لاصحاب الضلا لات والانحرافات العقائدية بينما النصوص الدينية لا تتسم
بذلك فكيف نوفق بين هذين الطرحين هذا ما اردنا بيانه في هذه النقطة
بشكل اطروحي التاكيد على حجية القطع مهما كان مصدره بنفسه
ينمى الحالة غير الموضوعية عند الانسان فالاحساس بالمعذرية عندما
تقنع بنتيجة ما او بالاحرى تعميق هذا الشعور قد يؤثر في تنامي
التصديق بشكل غير موضوعي اذ ما دام المهم هو المعذرية فلا يهم ان
تصل لها من اي طريق وقد يتاثر التفكير عند هذا الانسان لا شعوريا في
عقله الباطن فيكون هذا هو السبب لاهمال هذه المعلومة في النصوص
الدينية برغم صحتها لما في البيان من الاثر السلبي وقد يكون هذا من
قبيل " اسكتوا عن ما سكت الله عنه " فذم الباطل ومدح الحق لعله من
منطلق التوصلية بمعنى ان الانسان حتى يحرص على الوصول الى
الحق يصور له الباطل بسيئة خطيرة ومدح الحق والمحقين لعله بداعي
التوصل للحق عن طريق سلوك ادواته المنطقية والطبيعية وبعد ذلك فيما
لو اخطا الحق فهو معذور بدون الحاجة لبيان شرعي عن ذلك اذ القناعة
نفسها تستبطن الحجية والمعذرية فبهذا البيانات الشرعية كأنها لاحظت
جهتين الاولى عدم تغذية الجانب غير الموضوعي للانسان والجهة
الثانية المعذرية امر عقلي فلا معنى لتحصيله ببيان شرعي بالاضافة
الى انه تحصيل حاصل لو غضضنا النظر عن انه امر عقلي وبهذا ينحل
التعارض الذي يلوح للوهلة الاولى بين النص والعقل بقي امر الخلاف بين
منهج المحدثين الاخباريين ومنهج الاصوليين وعلى ضوء الاطروحة التي
ذكرناها
يكون الطرح الاصولي في خطه العريض محقا كقضية عقلية بحتة بينما
يكون المنهج الاخباري محقا في خطه العريض ايضا بلحاظ الجانب العملي
المتمثل في تجنب تغذية القطع الذاتي جراء التركيز على ان المعذرية
من ذاتيات ولوازم القطع منطلقا من اسكتوا عن ما سكت الله عنه فهل
ما يقوله الاصوليون صحيح عقلا وما يقوله الاخباريون صحيح عملا
على ان هذا لا يعني فتح الباب لكل احد في كل شيئ فهناك علوم
اختصاصية يحتاج البت فيها الى متخصصين بدرجة عالية ولو لا احترام
العلوم التخصصية وتركها لاصحابها للزمت الفوضى تصور ان البناء يشخص
المرض ويصف الدواء للامراض المستعصية
والطبيب يقوم بدور البديل عن
المهندس لا احد من العقلاء يستسيغ للنجار ان يكون شارحا للنظريات
الاقتصادية او الفلسفية او غير ذلك مما هو خارج عن اختصاصه وهكذا لو تم
ذلك لحلت الفوضى و لا يمكن ان تنتظم الامور ومن هذا الباب
مسئلة الاجتهاد والفقاههة فهي علم تخصصي عالي جدا لا يمكن ان
يعرف هذا التخصص او يصل الى هذا التخصص الا عدد معين فالفقاههة
درجة لا ينالها الا ذو حظ عظيم ومن هنا صح انه لا يجوز لغير اهل
الاختصاص ان يدلوا بارائهم في الحلال والحرام بحيث يفتون في المسائل
النظرية يجب احترام دائرة التخصص عقلا وشرعا ولهذا ورد في بعض
رواياتنا عن اهل بيت العصمة والطهارة (ان الدين اذا قيس بالعقول
محق ) بمعنى اذ فسح المجال للآراء ان تحكم في شرع الله ولم تكن
قائمة على الموازين الشرعية كما اذا كانت من غير اهل الاختصاص
لتكون النتيجة محق الدين اي مسحه والقضاء عليه فالدعوة الى حرية
الراي والتفكير حتى في الشؤون الدينية التخصصية فيها من المغالطة
والخطا ما لا يخفى على احد وهل يا ترى لهؤلاء ان ينشرا او يقبلوا نظرية
جديدة ترتبط بعلم الفلك او الكيمياء او الفيزيا من مغني لا يجيد سوى
الطرب لو قبل احد ذلك لصنف في قائمة المجانين بينما نجد دعوة لقبول
هذا في القضايا التخصصية الدينية والحمد لله رب
العالمين
--------------
فعلق العضو السيد حسين
الحسيني اختلف معك سيدنا الكريم في ان "كون الرأي متوافقا مع المصلحة الشخصية مؤشر على الذاتية " فالحق ان الدافع للموضوع لا يدل على انحيازية الموضوع . فأجاب السيد علوي:الشكر الجزيل للسيد حسين الحسيني على هذه المداخلة الجميلة
اتفق معك في ان كون الراي متوافقا مع المصلحة الشخصية ليس دليلا على الذاتية ولكنه مجرد مؤشر كما قلنا على الذاتية والا فكثيرا من الحقائق التي يتوصل اليها الانسان تتوافق مع هواه ورغبته ولكن الرغبة والهوى كثيرا ما يؤثر ذاتيا على تفكير انسان لذا ترى النصيحة بالتجرد عن الهوى للوصول الى الحق يؤكدها الجميع مما يعني ان الهوى مؤثر بالوجدان في التفكير وقد قيل بالعامية : حب وقول وابغض وقول....
قول الامام علي (ع) حسب المنسوب له: لا تنظر الى من قال وانظر الى ما قال
( المصدر غرر الحكم ج 1، ص 394)
كيف تنشأ وتتكون قناعاتنا المختلفة انها تمر بكم هائل من المصادر
والتراكمات بدءا من البيئة والموروث مرورا بالمدرسة ومصادر التعليم
وانتهاءا بالمكون المعرفي التراكمي عند الانسان وجلي ان الاحكام
والميول عند الانسان منها ما يرتكز على الاسس المنطقية الصحيحة
وهو ما يطلق عليه وصف الموضوعية او يمكن ان نصفه بالحيادية ومنها ما
يميل الى مؤثرات لا تتوافق
مع تلك الاسس الموضوعية مثل العاطفة والميول النفسية والموروث وذلك ما
يوصف بالذاتية من الاحكام ويمكن ان نسميه بالانحياز
ومانهدف طرحه في هذه الحلقة هو في ظل التشابك بين مجموعة
كبيرة من مكونات القناعة ومؤثراتها ما هو المائز بين الذاتية والموضوعية
او ما هو الميزان لمعرفة الحياد من الانحياز
ما هي الآلية التي بها يمكن معرفة الخط الفاصل بين الاحكام
والتصديقات الموضوعية او الحياية وبين الذاتية او المنحازة وللاجابة على
هذا السؤال نضع عدة
مؤشرات مع العلم انها مجرد مؤشرات بما يعني ضرورة التامل التام
واعادة التقييم بالاضافة الى اني لا اعرف علما يضع الفواصل بين الذاتي ( المنحاز)
والموضوعي ( المحايد ) من المعلومات , لذا ساضع بعض التصورات الاولية عن
ذلك
المؤشر الاول :
اذا استند الحكم الى الراي العام لمجرد تبني الراي العام
له مثلا تجد صاحب هذا الراي يقول: ليس معقولا ان تكون الاكثرية على
خطأ فهذا مؤشر على انه غير موضوعي , وربما وجدته يتحير او يغض النظر عن
منشا قناعته فهو لا يريد ان يفكر في العلاقة بين ما يعتقد وبين مصدر
اعتقاده وربما وجدته يصرح بان هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا ونحو
ذلك من تعابير كما فعله عبدة الاصنام حينما جائهم نور الاسلام ورسالة
محمد ص
المؤشر الثاني :
اذا قامت القناعة على اساس التقليد لراي شخصية
قوية مؤثرة او مشهورة لا على اساس الادلة الواقعية فهذا مؤشر على
الذاتية والانحيازايضا.
المؤشر الثالث :
اذا كان الرأي تولد بشكل سريع وهو يرتبط باختصاص معين وكان مخالفا
لاهل الاختصاص فهذا مؤشر على تنكب الرأي للصواب وحينئذ يحتاج
البت في ذلك الى مراجعة معمقة وتدقيق في كل ادلة الرأي وادلة رأي
الاختصاصين فلا تطمن للنتيجة دون عرض رايك على اهل الاختصاص
المعمق لترى كيف يجيبونك على ماطرحت وبعد التامل الطويل لك ان
تركن الى الرأي سواء توافق مع المشهور عند اهل الاختصاص ام لا , اذا
كنت من اهل الاختصاص بطبيعة الحال او من الطلاب والسائرين على ذاك
الطريق الخاص
المؤشر الرابع :
كون الرأي متوافقا مع المصلحة الشخصية مؤشر على الذاتية , والانحياز
اما كيف نبنى اراءنا على الموضوعية والحياد دون الذاتية والانحياز فنذكر
عدة نقاط سريعة
النقطة الاولى :
التجرد عن المؤثرات الخارجة عن مستندات الموضوع المنطقية مثلا غض
النظر عن العادات والتقاليد وعن رأي الشخصيات التي يتاثر بها وليعمل
معادلة تفرض ان الشخصييات المؤثرة في قراره الشخصي على الرأي
الاخر عكس ما هي عليه بالفعل ويفترض ذلك ليرى مدى تاثر قناعته
بذلك وكذلك مسألة المشهور والراي العام ابحث في موضوعك ثم اعد
الدراسة بتقدير ان المؤثرات الخارجية مع الراي المعاكس كيف سيكون
رايك اتصور هذا احد مؤشرات اكتشاف الموضوعية من الذاتية.
النقطة الثانية :
طرح الموضوع على الاخرين والدخول معهم في حوار لاكتشاف الحقيقة
(وجادلهم بالتي هي احسن)
اخير اود المقارنة بين ظاهر النص
الشرعي والدليل العقلي في الاحكام العقلية .
في التراث الاسلامي توجد ثقافة اسلامية تأخذ موقف سلبي وقاطع
من من يؤمن بالباطل كما تاخذ موقف ايجابي مؤكد بالنسبة لمن يؤمن
بالحق مع ان الطرح العقلي في مباحث القطع من الاصول تؤكد على
حجية العقل ايا كانت النتيجة بل لا تفرق بين قطع القطاع وغيره حتى
قيل القطع حجة حتى لو حصل من رفيف الطير هذا المنطق ربما يخلق العذر
لاصحاب الضلا لات والانحرافات العقائدية بينما النصوص الدينية لا تتسم
بذلك فكيف نوفق بين هذين الطرحين هذا ما اردنا بيانه في هذه النقطة
بشكل اطروحي التاكيد على حجية القطع مهما كان مصدره بنفسه
ينمى الحالة غير الموضوعية عند الانسان فالاحساس بالمعذرية عندما
تقنع بنتيجة ما او بالاحرى تعميق هذا الشعور قد يؤثر في تنامي
التصديق بشكل غير موضوعي اذ ما دام المهم هو المعذرية فلا يهم ان
تصل لها من اي طريق وقد يتاثر التفكير عند هذا الانسان لا شعوريا في
عقله الباطن فيكون هذا هو السبب لاهمال هذه المعلومة في النصوص
الدينية برغم صحتها لما في البيان من الاثر السلبي وقد يكون هذا من
قبيل " اسكتوا عن ما سكت الله عنه " فذم الباطل ومدح الحق لعله من
منطلق التوصلية بمعنى ان الانسان حتى يحرص على الوصول الى
الحق يصور له الباطل بسيئة خطيرة ومدح الحق والمحقين لعله بداعي
التوصل للحق عن طريق سلوك ادواته المنطقية والطبيعية وبعد ذلك فيما
لو اخطا الحق فهو معذور بدون الحاجة لبيان شرعي عن ذلك اذ القناعة
نفسها تستبطن الحجية والمعذرية فبهذا البيانات الشرعية كأنها لاحظت
جهتين الاولى عدم تغذية الجانب غير الموضوعي للانسان والجهة
الثانية المعذرية امر عقلي فلا معنى لتحصيله ببيان شرعي بالاضافة
الى انه تحصيل حاصل لو غضضنا النظر عن انه امر عقلي وبهذا ينحل
التعارض الذي يلوح للوهلة الاولى بين النص والعقل بقي امر الخلاف بين
منهج المحدثين الاخباريين ومنهج الاصوليين وعلى ضوء الاطروحة التي
ذكرناها
يكون الطرح الاصولي في خطه العريض محقا كقضية عقلية بحتة بينما
يكون المنهج الاخباري محقا في خطه العريض ايضا بلحاظ الجانب العملي
المتمثل في تجنب تغذية القطع الذاتي جراء التركيز على ان المعذرية
من ذاتيات ولوازم القطع منطلقا من اسكتوا عن ما سكت الله عنه فهل
ما يقوله الاصوليون صحيح عقلا وما يقوله الاخباريون صحيح عملا
على ان هذا لا يعني فتح الباب لكل احد في كل شيئ فهناك علوم
اختصاصية يحتاج البت فيها الى متخصصين بدرجة عالية ولو لا احترام
العلوم التخصصية وتركها لاصحابها للزمت الفوضى تصور ان البناء يشخص
المرض ويصف الدواء للامراض المستعصية
والطبيب يقوم بدور البديل عن
المهندس لا احد من العقلاء يستسيغ للنجار ان يكون شارحا للنظريات
الاقتصادية او الفلسفية او غير ذلك مما هو خارج عن اختصاصه وهكذا لو تم
ذلك لحلت الفوضى و لا يمكن ان تنتظم الامور ومن هذا الباب
مسئلة الاجتهاد والفقاههة فهي علم تخصصي عالي جدا لا يمكن ان
يعرف هذا التخصص او يصل الى هذا التخصص الا عدد معين فالفقاههة
درجة لا ينالها الا ذو حظ عظيم ومن هنا صح انه لا يجوز لغير اهل
الاختصاص ان يدلوا بارائهم في الحلال والحرام بحيث يفتون في المسائل
النظرية يجب احترام دائرة التخصص عقلا وشرعا ولهذا ورد في بعض
رواياتنا عن اهل بيت العصمة والطهارة (ان الدين اذا قيس بالعقول
محق ) بمعنى اذ فسح المجال للآراء ان تحكم في شرع الله ولم تكن
قائمة على الموازين الشرعية كما اذا كانت من غير اهل الاختصاص
لتكون النتيجة محق الدين اي مسحه والقضاء عليه فالدعوة الى حرية
الراي والتفكير حتى في الشؤون الدينية التخصصية فيها من المغالطة
والخطا ما لا يخفى على احد وهل يا ترى لهؤلاء ان ينشرا او يقبلوا نظرية
جديدة ترتبط بعلم الفلك او الكيمياء او الفيزيا من مغني لا يجيد سوى
الطرب لو قبل احد ذلك لصنف في قائمة المجانين بينما نجد دعوة لقبول
هذا في القضايا التخصصية الدينية والحمد لله رب
العالمين
--------------
فعلق العضو السيد حسين
الحسيني اختلف معك سيدنا الكريم في ان "كون الرأي متوافقا مع المصلحة الشخصية مؤشر على الذاتية " فالحق ان الدافع للموضوع لا يدل على انحيازية الموضوع . فأجاب السيد علوي:الشكر الجزيل للسيد حسين الحسيني على هذه المداخلة الجميلة
اتفق معك في ان كون الراي متوافقا مع المصلحة الشخصية ليس دليلا على الذاتية ولكنه مجرد مؤشر كما قلنا على الذاتية والا فكثيرا من الحقائق التي يتوصل اليها الانسان تتوافق مع هواه ورغبته ولكن الرغبة والهوى كثيرا ما يؤثر ذاتيا على تفكير انسان لذا ترى النصيحة بالتجرد عن الهوى للوصول الى الحق يؤكدها الجميع مما يعني ان الهوى مؤثر بالوجدان في التفكير وقد قيل بالعامية : حب وقول وابغض وقول....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق