الجمعة، 14 أكتوبر 2011

المعارض مستبد كالحاكم

المعارض مستبد !
سلسلة كشف كذب الاستبداد وخدعه
الحلقة الاولى
ينشط مناصرو الاستبداد في مواجهة العدالة الاجتماعية والحرية السياسية في محاولة يائسة لتزييف الوعي السياسي العام المرتفع رصيده بشكل لافت بعد انطلاق ثورات الربيع العربي.
فترى جيشا من هؤلاء يستميتون لارجاع عقارب الساعة للوراء حتى يبقى الاستبداد مسيطرا يوفر مصالح الفئة المستبدة والمرتبطين بها على حساب المصلحة العامة للشعوب ، وبالرغم من سخافة تلك الحجج الواهية الا ان انطلائها على بعض الناس واردا فلنعرض بعض ما سمعناه مع كشف وجه الخدعة فيها وبيان مدى سخافتها.

فمن تلك الخدع:- حين يطرح دعاة الديمقراطية فكرة لنصرة قضية عادلة كالدعوة الى مجلس تأسيسي يكتب الدستور ليعرض على المواطنين للتصويت عليه يواجهون هذه الفكرة العادلة وهي مثال يواجهونها بالخدعة التالية:-
انت او انتم مستبدون ديكتاتورين لا ترون الا فكرتكم ، تقصون من يخالفكم ، وتريدون فرض رايكم بالقوة.
وهذه الخدعة تطرح على مستويين فتارة يصور المعارض على انه مساو للحاكم في الاستبداد واخرى تقلب الصورة تماما فيصبح المستبد حاكما صالحا ، ويصير المعارض مستبدا كما يصور حكم العائلة الواحدة في البحرين من قبل مناصريها فالحاكم واعوانه يمثلون التوافق الوطني والوحدة الوطنية والديمقراطية في حين ان المعارضة مستبدة ذات لون واحد طائفية الخ التهريجات.
وهكذا ببساطة يستخفون بعقول الناس بقلب الحقائق فربما ظن المشاهد البسيط ان المعارض ايضا مستبد ديكتاتوري كما هو الحاكم ولا فرق بينهما فكلاهما لا يتنازل عن رأيه.
انه التلاعب بالالفاظ خدمة للمستبد المستأثر بالسلطة والسارق لثروات الوطن.
كشف الخدعة: تجدهم في هذا المثال يستخدمون اسلوب الجدال والمغالطة المفضوحة ، فالاستبداد صفة ترتبط بالحاكم ومن يملك السلطة فالمستبد والديكتاتور هو من يحكم الامة منفردا برأيه ، المستبد هو من يواجه من يخالفه بالحديد والنار ، المستبد هو من يقتل معارضيه ويسجنهم وينفيهم ، المستبد هو من يعاقب شعبه لمعارضتهم سياسته.
اما المواطن الذي لا يملك السلطة ولا يمارس الحكم فما يقوله تعبير عن رأيه ، وما يتفوه به ليس سوى شرح لوجهة نظره ، لا توصف بديموقراطية ولا ديكتاتورية.
يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه القيم طبائع الاستبدادا ومصارع الاستعباد : الاستبداد في اصطلاح السّياسيين هو: تَصَرُّف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبلا خوف تبعة، وقد تَطرُق مزيدات على هذا المعنى الاصطلاحي فيستعملون في مقام كلمة (استبداد) كلمات: استعباد، واعتساف، وتسلُّط، وتحكُّم... هذا تعريف الاستبداد بأسلوب ذكر المرادفات والمقابلات، وأمّا تعريفه بالوصف فهو: أنّ الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً، التي تتصرّف في شؤون الرّعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محقَّقَين. انتهى كلامه.
فمهما ابدى انسان رأيه واصر عليه ولم يتنازل عنه قيد شعرة فهذا حق اصيل له ولا يدخل تحت نطاق الاستبداد والديكتاتورية بحال.
واذا غير انسان رأيه فلا يكون ديموقراطيا لانه غير رايه فليس الثبات على الراي استبداد كما ان تغييره ليس ديموقراطية.
فتغيير الرأي صفة يتصف بها كثير من الناس بما فيهم الحاكم المستبد فالطواغيت يغيرون آرائهم ويبدلون بعض آرائهم وافكارهم ، ولكن صفة الاستبداد لا تسقط عنهم لان القرار الاول والاخير صناعة الحاكم المستبد وليس متولدا من مؤسسة تشريعية (البرلمان)
فالشورى والديمقراطية تعني فسح المجال للجميع ، لتكون صناديق الاقتراع هي الحكم والفيصل في تدوين الدستور او اختيار الرئيس او اعضاء البرلمان وممثلي الشعب والمؤسسة التشريعية تصنع القرار من خلال آلية التصويت بين الاعضاء ، ليكون القرار ساريا على الجميع فيما بعد ، هذه هي اصول اللعبة الديمقراطية.
بينما انصار الاستبداد يقلبون الصورة فيصفون معارض الحاكم المستبد بانه المستبد ، فهل سيكون ديمقراطيا حين يوافق الحاكم المستبد؟
اجل المستبد واعوانه يريدون من المعارض ان يوافق الاستبداد ويخضع له حتى لا يكون دكتاتوريا!
والى كشف خدعة جديدة في المقال المقبل.

ليست هناك تعليقات: