الأربعاء، 12 مارس 2008

الخمس للداخل ام للخارج؟


من مصادر التمويل المهمة الخمس الذي يعتقد به المسلمون جميعا انطلاقا من قوله تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {الأنفال/41})
والذي قصره فقهاء الجمهور على غنائم دار الحرب ووسعه فقهاء الامامية ليشمل كل فائدة وكسب يربحه الانسان بعد استثناء ما يصرفه الكاسب على نفسه ومتعلقاته بما يناسبه وفي حدود يختلف في تفاصيلها.
استطاع مصدر الخمس هذا من المحافظة على استقلالية المؤسسة الدينية على مدى قرون خلت كما كان ممولا للعديد من المشاريع الخيرية وسد حاجة شريحة واسعة من الفقراء فكم من صرح علمي كالمدارس وخدمي كالمستشفيات بنيت على أساس تمويل هذا المصدر الحيوي ولم تكن للسلطات الحاكمة يد للهيمنة على صفاء المدرسة الدينية المستقلة لاستقلال مصدرها المالي هذا ما تقوله الأوساط العلمائية مؤكدة وجوب استمرار الوضع على ما هو عليه دون مساس بثوابته.
ولكن هناك جملة من الاثارات على عملية حركة أموال الخمس لما لها من حجم كبير ولتأثيرها الواسع فكان طبيعيا ان تنال هذه الحركة المالية الدينية انتقادات ممن يعنيه الأمر وممن لا يعنيه.
فمن هذه الاثارات لماذا يتم إخراج قسم من مال الخمس لخارج البحرين أليس البلد وأهله أولى به من غيره؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟ لماذا لا يصرف على فقراء البلد ولماذا لا تبنى به المدارس وتشيد به المستوصفات المحلية؟
ولكن من حق الأوساط العلمائية ان تجيب على هذه الإثارة بما يلي:
تحديد مصرف الخمس أمر ديني بحت ويقول بشأنه الفقهاء انه تشييد الدين وحفظ استقلاليته كأهم مصرف رئيسي واستراتيجي وهذا المصرف لا يتحدد بمكان وإنما يتم إرساله للمعاهد والحاضرات العلمية الرئيسية التي تمول الدراسات وتخرج الكوادر من مختلف البلدان غير مفرقة بين أتباع جنسية وأخرى فكم مولت هذه الحاضرات المنتمين لها من مثل بلدنا كغيره على مدى فترات زمنية طويلة جدا فالإسلام لا يعرف الحدود الجغرافية السياسية بل كل أعمال المعروف والتبرعات الخيرية من شرق الأرض وغربها من مسلميها وغيرهم لا يقيدون أعمالهم الخيرية بحدود بلدانهم الجغرافية كما أن أي من القوانين الأرضية لا ترى حراجة في نقل الأموال بل على العكس من ذلك تشجع نقل الأموال للجهات الخيرية باستثنائها من الضرائب المفروضة محليا على أصحابها فهاهي المؤسسات الخيرية تملأ دعاياتها الآفاق للدعوة لبذل الأموال في سبيل إنقاذ الفقراء من براثن الفقر فهل نكون مبدعين حين نوجه قسما من أخماسنا لدعم حاضراتنا العلمية ومؤسساتنا الدينية المستقلة التي ترفدنا بالصفاء الديني؟ وللحديث تتمة.

ليست هناك تعليقات: