الاثنين، 3 مارس 2008

(اشراقة التساؤل)

اشراقات دينية للدفاع عن القران الكريم
(اشراقة التساؤل)
الشبهة: أحجية التساؤل : يقول القرآن في وصفه ليوم القيامة (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) كما يؤيد هذا المشهد الرهيب يوم القيامة بقوله (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) فهو موقف لا يلتفت المرء فيه لاخيه ولا لامه ولا لزوجته فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس.. فعبر القرآن عن هذا بأنهم "لا يتساءلون "... ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)!! ويقول أيضاً (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟
الجواب:
يوم يقف الناس بالمحشر يقفون مدهوشين لهول الموقف فيسيطر الخوف على المجرمين فلا يتساءلون وتخرس الألسن من الرهبة ولا احد يعنيه سوى مصيره وهذا انما يكون قبل تحديد المصير كما يوضحه قوله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) (المؤمنون:101)
فرهبة الحساب وعظمة نفخة الصور تتركهم كالمتجمدين فلا يتساءلون ويؤكد ذلك قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ {القصص/65} فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ {القصص/66})
فعدم التساؤل يكشف عن مدى الرعب وخطورة الموقف والآية الكريمة تصور ذلك المشهد الرهيب إذ تقول: (فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ {عبس/33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {عبس/34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {عبس/35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {عبس/36} لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ {عبس/37}
اما حين ينتهي الحساب ويتقرر المصير ويؤخذ المجرمون لمصيرهم الأسود فتبدأ مرحلة التلاوم فيعتب كل منهم على الآخر لكونه سببا في الضلال أو مساعدا عليه كما يقول تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ) (القلم:30) وهنا يأتي دور التساؤل لقوله تعالى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) (الصافات:27) (الطور:25) وقوله تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ) (الصافات:50)

ليست هناك تعليقات: