اشراقات دينية للدفاع عن القرآن الكريم
(اشراقة المساءلة)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطاهرين وبعد:-
برزت ظاهرة في الآونة الأخيرة وهي ظاهرة الإلحاد واللادينية المنظر لها في مواقع عديدة للانترنت فهي تطرح الفكر المناوئ للدين على أساس فكري وفي ظاهره طرح موضوعي وهذا الطرح يتناول جوانب عديدة من الفكر الديني خصوصا الإسلامي منه ولم أجد جهدا مناسبا يرد على هذا الطرح ليرد الفكرة بالفكرة على أساس علمي رصين فعزمت الأمر للتصدي للمنهج اللاديني فكريا مبتدئا بسلسلة من حلقات كثيرة تتناول جانب الدفاع عن القرآن الكريم في قبال الشبهات المثارة ضده وهذه الحلقة الماثلة بين يديك تمثل باكورة هذا العمل ومن الله سبحانه استمد العون واسأله التوفيق والنجاح في الدفاع عن دينه وسأبدأ بملخص لكل شبهة على لسان أصحابها قبل الجواب عنها.
علوي الموسوي البلادي
(الحلقة الأولى)
يسأل الله المجرمين توبيخا لا تحقيقا
الشبهة:
أحجية المساءلة: في سياق الحديث عن يوم القيامة يقول الله في القرآن (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون - الحجر) كما يقول في آية أخرى (ولتُسئلن عما كنتم تعملون) ويقول في آية ثالثة (فقفوهم إنهم مسئولون) وفي رابعة يقول (فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين) ولا نجد في أنفسنا حاجة لشرح هذه الآيات فمعناها واضح ولا أحسب أن مسلماً لا يعرف أن الناس – مسلمهم وكافرهم - سيسئلون عن أعمالهم يوم القيامة..
ثم بمزيد من التدبر في القرآن نجد آية أخرى تقول (ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون - القصص) !! كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!
فهل سيُسئل الناس يوم القيامة أم لا؟ أم أن الله لم يستقر على رأي في هذا الشأن عند نزول القرآن؟ وإذا كان المجرمون لا يسئلون عن ذنوبهم فهل سيئسل الطيبون الصالحون؟ وبناء على التدبر في هذه الآيات المتضاربة نجد انه لا يمكن الوصول الى نتيجة في هذا الشأن، ولا أستبعد ان يخرج علينا المشايخ بتأويلات طريفة من نوع ان يوم القيامة هو في الواقع عدة أيام كالصعقة والنفخ في الصور والحشر والصراط ... الخ وان الكلام مسموح في بعضها ممنوع في البعض الآخر..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطاهرين وبعد:-
برزت ظاهرة في الآونة الأخيرة وهي ظاهرة الإلحاد واللادينية المنظر لها في مواقع عديدة للانترنت فهي تطرح الفكر المناوئ للدين على أساس فكري وفي ظاهره طرح موضوعي وهذا الطرح يتناول جوانب عديدة من الفكر الديني خصوصا الإسلامي منه ولم أجد جهدا مناسبا يرد على هذا الطرح ليرد الفكرة بالفكرة على أساس علمي رصين فعزمت الأمر للتصدي للمنهج اللاديني فكريا مبتدئا بسلسلة من حلقات كثيرة تتناول جانب الدفاع عن القرآن الكريم في قبال الشبهات المثارة ضده وهذه الحلقة الماثلة بين يديك تمثل باكورة هذا العمل ومن الله سبحانه استمد العون واسأله التوفيق والنجاح في الدفاع عن دينه وسأبدأ بملخص لكل شبهة على لسان أصحابها قبل الجواب عنها.
علوي الموسوي البلادي
(الحلقة الأولى)
يسأل الله المجرمين توبيخا لا تحقيقا
الشبهة:
أحجية المساءلة: في سياق الحديث عن يوم القيامة يقول الله في القرآن (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون - الحجر) كما يقول في آية أخرى (ولتُسئلن عما كنتم تعملون) ويقول في آية ثالثة (فقفوهم إنهم مسئولون) وفي رابعة يقول (فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين) ولا نجد في أنفسنا حاجة لشرح هذه الآيات فمعناها واضح ولا أحسب أن مسلماً لا يعرف أن الناس – مسلمهم وكافرهم - سيسئلون عن أعمالهم يوم القيامة..
ثم بمزيد من التدبر في القرآن نجد آية أخرى تقول (ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون - القصص) !! كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!
فهل سيُسئل الناس يوم القيامة أم لا؟ أم أن الله لم يستقر على رأي في هذا الشأن عند نزول القرآن؟ وإذا كان المجرمون لا يسئلون عن ذنوبهم فهل سيئسل الطيبون الصالحون؟ وبناء على التدبر في هذه الآيات المتضاربة نجد انه لا يمكن الوصول الى نتيجة في هذا الشأن، ولا أستبعد ان يخرج علينا المشايخ بتأويلات طريفة من نوع ان يوم القيامة هو في الواقع عدة أيام كالصعقة والنفخ في الصور والحشر والصراط ... الخ وان الكلام مسموح في بعضها ممنوع في البعض الآخر..
جوابها:
ليس واردا أن يفتح رب العزة تحقيقا لأحد من عباده يوم البعث والنشور لأنه عالم بكل شيء ولا تخفى عليه خافية وإنما يحتاج للسؤال والتحقيق من يجهل بعض الأمور كما يمارسه البشر ومن هنا جاء نفي القران الكريم سؤال العباد يوم القيامة فالمجرم يحال للعقوبة الأخروية بدون أن يمر بأي سؤال للتحقيق مما يعني وضوح الرؤية وثبوت الجريمة وتأكد الإدانة قال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص:78).
أي لا مجال للتنصل من الجرم المرتكب ولا أمل بإخفاء الجريمة والقوة والجمع غير قادرين على ستر الجريمة.
ومما يزيد الأمر وضوحا قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (الرحمن:39) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {الرحمن/40} يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ {الرحمن/41}
فلان المجرمين يعرفون بسمات وعلامات تؤكد فعلتهم لا يسألون ولا يستجوبون لوضوح إدانتهم وثبوت عصيانهم.
ولكن ذلك لا يعني ان لا يسأل المجرمون توبيخا وعتابا فالسؤال تارة يكون للمتهم وأخرى للمجرم والفرق بينهما ان مسائلة المتهم تكون على أساس التحقيق والاستجواب لمعرفة صحة التهمة المنسوبة له أو عدم صحتها فمن خلال إجابات المتهم الناتجة من التدقيق والمسائلة قد تتبين بعض الحقائق وانه يستحق ان توجه له التهمة ليحاكم ويجازى على فعلته هذه المسائلة لا تكون ممن لا يخفى عليه شيء ولكن المجرمين تتم مسائلتهم من اجل التوبيخ.
والسؤال الموجه للمجرم الذي ثبتت إدانته يختلف دافعه إذ أساسه المعاتبة والتوبيخ كنوع من العقوبة التي يستحقها وحتى تكون هذه المعاتبة والتوبيخ درسا يعتبر به الآخرون.
وهذا ما يؤكده قوله تعالى:(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر:92) وقوله تعالى:( وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل:93) وقوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:24) وقوله تعالى:(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (لأعراف:6).
ليس واردا أن يفتح رب العزة تحقيقا لأحد من عباده يوم البعث والنشور لأنه عالم بكل شيء ولا تخفى عليه خافية وإنما يحتاج للسؤال والتحقيق من يجهل بعض الأمور كما يمارسه البشر ومن هنا جاء نفي القران الكريم سؤال العباد يوم القيامة فالمجرم يحال للعقوبة الأخروية بدون أن يمر بأي سؤال للتحقيق مما يعني وضوح الرؤية وثبوت الجريمة وتأكد الإدانة قال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص:78).
أي لا مجال للتنصل من الجرم المرتكب ولا أمل بإخفاء الجريمة والقوة والجمع غير قادرين على ستر الجريمة.
ومما يزيد الأمر وضوحا قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (الرحمن:39) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {الرحمن/40} يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ {الرحمن/41}
فلان المجرمين يعرفون بسمات وعلامات تؤكد فعلتهم لا يسألون ولا يستجوبون لوضوح إدانتهم وثبوت عصيانهم.
ولكن ذلك لا يعني ان لا يسأل المجرمون توبيخا وعتابا فالسؤال تارة يكون للمتهم وأخرى للمجرم والفرق بينهما ان مسائلة المتهم تكون على أساس التحقيق والاستجواب لمعرفة صحة التهمة المنسوبة له أو عدم صحتها فمن خلال إجابات المتهم الناتجة من التدقيق والمسائلة قد تتبين بعض الحقائق وانه يستحق ان توجه له التهمة ليحاكم ويجازى على فعلته هذه المسائلة لا تكون ممن لا يخفى عليه شيء ولكن المجرمين تتم مسائلتهم من اجل التوبيخ.
والسؤال الموجه للمجرم الذي ثبتت إدانته يختلف دافعه إذ أساسه المعاتبة والتوبيخ كنوع من العقوبة التي يستحقها وحتى تكون هذه المعاتبة والتوبيخ درسا يعتبر به الآخرون.
وهذا ما يؤكده قوله تعالى:(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر:92) وقوله تعالى:( وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل:93) وقوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:24) وقوله تعالى:(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (لأعراف:6).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق